في الطائف
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الدعوة على الناس, وينذرهم ويحذرهم عذاب الله تعالى, وكان يتعرض للقبائل التي تفد إلى مكة في موسم الحج فيحدثهم عن الإسلام, ويدعوهم إليه, وكان عمه أبو لهب يتبعه ويقول للناس: لا تصدقوه فإنه ابن أخي وأنا أعرف الناس به.
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يستجيبون, وأن عدد الذين اتبعوه ما زال قليلاً, قرر أن يذهب إلى مدينة الطائف التي تبعد عن مكة نحو مئة كيلومتر, وتقع في منطقة جبلية مرتفعة إلى جنوب شرق مكة. وفيها قبيلة ثقيف وغيرها من القبائل, راجياً أن يؤمن به أهلها ويصدقوه وينصروه حتى يبلغ الإسلام وينشره.
اصطحب الرسول معه خادمه زيد بن حارثة, وسار إلى الطائف في شهر شوال من السنة العاشرة من البعثة, فلما وصل دخل على زعمائها الثلاثة, وهم: عبد ياليل وحبيب ومسعود بن عمرو ,وكانوا مجتمعين عند أحدهم, فقال لهم: أتيت أعرض عليكم أمراً, فإن قبلتموه وإلا فاكتموا عني. قالوا: نعم
فدعاهم إلى الله, وأخبرهم أن الله تعالى أرسله بشيراً ونذيراً, فقال أحدهم: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك؟ وقال الثاني: أُمزِّق ثياب الكعبة إن كان الله قد أرسلك. وقال الثالث: إن كان كما تقول ما ينبغي لي أن أكلمك إجلالاً لك, وإن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم يريد الرجوع إلى مكة, لكن أهل الطائف لم يتركوه بل أخذوا يضربونه بالحجارة ويسخرون منه, ويسيرون خلفه حتى لجأ إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة, وهما من قريش, فلما رأياه وما أصابه من أذى أهل الطائف أرسلا خادماً لهما اسمه عدَّاس, وكان نصرانيا فقالا له: خذ قطفاً من هذا العنب واذهب إلى ذلك الرجل, فلما أتاه به عدَّاس مدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى العنب وقال: بسم الله, فنظر عدَّاس في وجهه وقال:
- إن هذا لشيء ما يقوله الناس اليوم!
- قال: ومن أنت؟
- قال: أنا رجل نصراني من أهل نينوى.
- قال: من قرية يونس بن متى؟
- قال: وما يدريك ما يونس بن متى؟
- قال: ذلك أخي كان نبياً من الأنبياء, وأنا نبي.
فجعل عدَّاس يقبل يديه ورجليه ويقول: قدوس, وأسلم عدَّاس.
فلما رجع عدَّاس إلى عتبة وشيبة سألاه عما قال له, فقال: لقد أخبرني عن شيء ما يعلمه إلا نبي. فقالا: يا عدَّاس ويحك لا تُخدع عن دينك.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً من الطائف فمر بأرض يقال لها (نخلة) وكان الوقت ليلاً, فقام يصلي ويقرأ القرآن, فمر به نفر من الجن فاستمعوا له, فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين.
ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الدعوة على الناس, وينذرهم ويحذرهم عذاب الله تعالى, وكان يتعرض للقبائل التي تفد إلى مكة في موسم الحج فيحدثهم عن الإسلام, ويدعوهم إليه, وكان عمه أبو لهب يتبعه ويقول للناس: لا تصدقوه فإنه ابن أخي وأنا أعرف الناس به.
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يستجيبون, وأن عدد الذين اتبعوه ما زال قليلاً, قرر أن يذهب إلى مدينة الطائف التي تبعد عن مكة نحو مئة كيلومتر, وتقع في منطقة جبلية مرتفعة إلى جنوب شرق مكة. وفيها قبيلة ثقيف وغيرها من القبائل, راجياً أن يؤمن به أهلها ويصدقوه وينصروه حتى يبلغ الإسلام وينشره.
اصطحب الرسول معه خادمه زيد بن حارثة, وسار إلى الطائف في شهر شوال من السنة العاشرة من البعثة, فلما وصل دخل على زعمائها الثلاثة, وهم: عبد ياليل وحبيب ومسعود بن عمرو ,وكانوا مجتمعين عند أحدهم, فقال لهم: أتيت أعرض عليكم أمراً, فإن قبلتموه وإلا فاكتموا عني. قالوا: نعم
فدعاهم إلى الله, وأخبرهم أن الله تعالى أرسله بشيراً ونذيراً, فقال أحدهم: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك؟ وقال الثاني: أُمزِّق ثياب الكعبة إن كان الله قد أرسلك. وقال الثالث: إن كان كما تقول ما ينبغي لي أن أكلمك إجلالاً لك, وإن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم يريد الرجوع إلى مكة, لكن أهل الطائف لم يتركوه بل أخذوا يضربونه بالحجارة ويسخرون منه, ويسيرون خلفه حتى لجأ إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة, وهما من قريش, فلما رأياه وما أصابه من أذى أهل الطائف أرسلا خادماً لهما اسمه عدَّاس, وكان نصرانيا فقالا له: خذ قطفاً من هذا العنب واذهب إلى ذلك الرجل, فلما أتاه به عدَّاس مدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى العنب وقال: بسم الله, فنظر عدَّاس في وجهه وقال:
- إن هذا لشيء ما يقوله الناس اليوم!
- قال: ومن أنت؟
- قال: أنا رجل نصراني من أهل نينوى.
- قال: من قرية يونس بن متى؟
- قال: وما يدريك ما يونس بن متى؟
- قال: ذلك أخي كان نبياً من الأنبياء, وأنا نبي.
فجعل عدَّاس يقبل يديه ورجليه ويقول: قدوس, وأسلم عدَّاس.
فلما رجع عدَّاس إلى عتبة وشيبة سألاه عما قال له, فقال: لقد أخبرني عن شيء ما يعلمه إلا نبي. فقالا: يا عدَّاس ويحك لا تُخدع عن دينك.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً من الطائف فمر بأرض يقال لها (نخلة) وكان الوقت ليلاً, فقام يصلي ويقرأ القرآن, فمر به نفر من الجن فاستمعوا له, فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين.
ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة.